الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط

آخر المبادرات في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط

يمثل صندوق الاستثمار في الذكاء الاصطناعي (AI) المُقدر بقيمة 40 مليار دولار للمملكة العربية السعودية قفزة لإعادة تعريف دور الشرق الأوسط في المشهد التكنولوجي العالمي.

يشكل هذا الصندوق جزءًا من اتجاه يتسارع فيه دول الشرق الأوسط لتحديد مواقعها كقادة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي. تؤكد الاستثمارات الضخمة إمكانية تغيير صناعات الذكاء الاصطناعي وتعزيز التوسع الاقتصادي. وفقًا لدراسة لشركة PwC، يُقدر أن يتمكن الشرق الأوسط بحلول عام 2030 من الاستحواذ على 2% من الفوائد الإجمالية للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، والتي تصل إلى ما يقرب من 320 مليار دولار.

الطموحات الإقليمية

تجري صناديق الاستثمار العام في السعودية، والتي تمتلك أكثر من 900 مليار دولار في الأصول، مناقشات مع كيانات رأس المال الاستثماري المرموقة مثل Andreessen Horowitz في وادي السيليكون وغيرها، لاستكشاف الجهود المشتركة المحتملة للمبادرة، حسبما ذكرت "The New York Times" مؤخرًا. تعتبر هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية أوسع لتنويع اقتصاد المملكة المعتمد أساسا على النفط وتأسيس نفسها كقائد عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي.

حيث يمكن أن يحفز الصندوق الابتكار، وجذب الشراكات التكنولوجية العالمية، وتسريع اعتماد الذكاء الاصطناعي عبر مختلف الصناعات داخل المنطقة، مما يسهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية. كما أنه يمكن أن يشجع الدول الأخرى في الشرق الأوسط على زيادة استثماراتها في التكنولوجيا، ويؤدي إلى ازدهار تكنولوجي إقليمي. يمكن أن يحفز هذا التنوع الاقتصادي، ويقلل من الاعتماد على النفط، ويضع الشرق الأوسط كمنافس عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي.

نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط

هنا نلقي نظرة عامة على بعض اللاعبين الكبار للذكاء الاصطناعي في المنطقة:

الإمارات العربية المتحدة: بالإضافة إلى جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ومؤسسة دبي للمستقبل، قامت الإمارات العربية المتحدة بإطلاق عدة مشاريع أخرى. يتضمن برنامج الإمارات الوطني للذكاء الاصطناعي مبادرات مثل مختبر الذكاء الاصطناعي، الذي يركز على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي لخدمات الحكومة، وبرنامج AI Ventures، الذي يوفر التمويل والدعم للشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي. كما أن الدولة أنشأت مركز للثورة الصناعية الرابعة في الإمارات، بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، لاستكشاف تأثير الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة الأخرى على المجتمع والأعمال.

المملكة العربية السعودية: قامت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA) بإطلاق عدة مبادرات، بما في ذلك المركز الوطني للذكاء الاصطناعي (NCAI)، الذي يقوم بالبحث والتطوير في مجالات معالجة اللغة الطبيعية، ورؤية الحاسوب، والروبوتات. كما أن البلاد أنشأت الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (SCAI)، وهي شركة حكومية تهدف إلى تسريع تسويق تقنيات الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، تعاونت المملكة العربية السعودية مع شركات مثل هواوي لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الرعاية الصحية والنقل والطاقة.

قطر: قامت قطر بالاستثمار في الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على التعليم والبحث. يقوم معهد بحوث الحوسبة في قطر (QCRI)، التابع لجامعة حمد بن خليفة، بالبحث في تقنيات اللغة العربية، وتحليل البيانات، والأمن السيبراني. كما أن قطر أنشأت الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، التي تحدد رؤية البلاد لتطوير الذكاء الاصطناعي وتتضمن مبادرات مثل إنشاء حديقة الذكاء الاصطناعي لدعم الشركات الناشئة وإنشاء تحالف الذكاء الاصطناعي لتعزيز التعاون بين الصناعة والأكاديمية والحكومة.

البحرين: قامت البحرين بإطلاق خليج البحرين للتكنولوجيا المالية، وهو مركز للابتكار التكنولوجي المالي والذكاء الاصطناعي. يوفر المركز منصة للشركات الناشئة والمؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا للتعاون وتطوير حلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي لقطاع الخدمات المالية. كما أن البحرين أنشأت جمعية الذكاء الاصطناعي في البحرين، التي تهدف إلى تعزيز الوعي بالذكاء الاصطناعي واعتماده في مختلف القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم والنقل.

عمان: قامت عمان بإطلاق مجموعة عمان لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التي تضم وحدة مخصصة للذكاء الاصطناعي تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي لخدمات الحكومة والصناعات مثل صناعة النفط والغاز والسياحة واللوجستيات. كما تعاونت عمان مع شركات مثل مايكروسوفت لإنشاء مركز التميز في الذكاء الاصطناعي، الذي يوفر التدريب والدعم للمحترفين في مجال الذكاء الاصطناعي والشركات الناشئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *